كن كالماء
واسع الصدر والأفق
ألا ترى أنه لا يُميّز حين يتساقط بين
قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء
بين حدائق الأغنياء وحقول الفقراء
كُن لينــاً كـالمــــــــــاء
يُسكب فى أوعية مختلفة
الأشكال والأحجام والألوان
فيغيّر شكله .. لكن .. دون أن يبدّل تركيبه
كُن نقيّــاً كـالمــــــــــاء
ألا ترى أن البحر طاهر مطهر لا يكدّره شىء
لو رميت حجرا .. سيتكدر سطحه
لكن سرعان ما سيعود إلى ما كان عليه
كُن حكيمــاً كـالمــــــــــاء
ألا ترى أنه إذا إشتد الحر تبخّر وإنطلق نحو السماء
وحين يبرد الجو يتكاثف ويعود إلى الأرض
فى قطرات المطر
كُن صبــوراً كـالمــــــــــاء
ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور
تارة تلو الأخرى .. يوما بعد يوم
أسبوعا بعد أسبوع .. وقرناً بعد قرن
حتى تترك آثارها فى الصخر الأصم
كُن ودوداً كـالمــــــــــاء
ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى الذى يظهر كل صباح
يداعب أوراق النبات الخضراء ويجرى بين نسيم الصباح بخفه
كُن متواضعــاً كـالمــــــــــاء
ألا ترى أنه ينزل من أعالى السماء فوق السحاب
ويختبئ فى أعماق الأرض
قـال تعالــى :
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)
سورة الأنبياء {30}