يحكي طبيب نفساني .. عن حالة احد مرضاه :
... صديقان حميمان عمرهما قرابة 13 ، 14 . الاول اسمه ، سأضع له الاسم من مخيلتي: (عبدالله ) ، و هو من الاثرياء في ايران، و الثاني اسمه ( داريوش ) ، لكنه من الفقراء .. كانا صديقين لا يبعدهما عن بعضهما شيء ،
حتى حالتهما المادية المتناقضة لم تؤثر على صداقتهما .. و قد حدث امر مفجع في احد الايام البارده و مثلجه في ايران .. كان ( عبدالله ) يريد الذهاب لإصطياد الطيور ببندقيته .. فرافقه ( داريوش ) ، و قد حذر والد ( عبدالله ) الولدين ان لا يبتعدان كثيرا ، فربما يتيهان فالمنطقه مكسوه بالثلوج و الجبال .. ذهب الصديقان في الصباح و بدآ رحلتهما .. و قد اطلق ( عبد الله ) عدة رصاصات لكنه لم يفلح .. حتى اطلق رصاصه و رأى الطير يهوى بعيدا ، جرى ( عبد الله ) الى موقع سقوط الطير و ( داريوش ) يجري خلفه .. ابتعدا كثيرا فقال ( داريوش ) : لنبعد يا ( عبد الله ) .. ابتعدنا عن المنطقه كثيرا. لكن ( عبد الله ) كان شاردا ينظر الى الكهف الذي امامه ،
و قال ( عبد الله ): ( داريوش ) .. تعال لنستكشف هذا الكهف! . قال ( داريوش )منبها: هذا خطر يا ( عبد الله ) ، فربما يسكنه احد الحيوانات المفترسه او ما شابه. قال ( عبد الله ): لا يهمني سأدخل. خاف ( داريوش ) على صديقه فلحقه ... نظر ( عبد الله ) الى سقف الكهف الذي تراكمت الثلوج عليه .. فابتسم و أطلق رصاصات طائشه نحو السقف. فصرخ ( داريوش ): انتبه لما تفعله فربما ... . لم ينهي ( داريوش ) جملته ، حتى انهار الثلج و سده مدخل الكهف ، ارتبك ( عبد الله ) .. و حاول هو و ( داريوش ) ان يجدان مخرجا ، لكن من دون جدوى .. شعر ( عبد الله ) باليأس يجتاحه و ان البرد قد غلبه ، فجلس و اغمض اجفانه لعله ينام و ينال بعض الدفء .. فصرخ ( داريوش ) و هو يهز صديقه: لا .. لا تنم فإن نمت بهذا البرد قد لا تستيقظ. لكن لا حياة لمن تنادي ( عبد الله ) قد استسلم للنوم . جلس ( داريوش ) و و يفكر في نفسه: ستأتي النجده هذا اكيد إذا أحسوا بغيابنا .. لكن ( عبد الله ) انا قلق عليه. خلع ( داريوش ) معطفه و غطى به صديقه ، و خلع تقريبا جميع ملابسه ما عدا ملابسه الداخليه و غطى ( عبد الله ) بها .....
شعر اب ( عبد الله ) بالقلق بسبب تأخر ولده و صديقه ، فقام بالبحث بكل مكان مع مجموعه من الرجال.. وجدو الكهف بعد عناء طويل ، و عرفوا ان الولدين محبوسين بالداخل حين رأوا ان هنالك طير قد سقط خارج الكهف برصاصه من بندقية ( عبد الله ) .. فبدأوا يحفرون و يحفرون حتى اليوم التالي و حين فتحوا الكهف .. هناك وقعت الصدمه كالصاعقه علة الجميع ، حتى انهم ظلوا ينظرون الى النظر المؤلم دون ان يحركوا ساكنا .. كان ( داريوش ) يضم ( عبد الله ) بجسده الشبه عاري ، لا يكسوه سوى ملابسه الداخليه .. – يضمه .. تعلمون لماذا؟ .. لكي يدفء صديقه الغالي و على شفتيه ابتسامه زرقاء بسبب البرد .. نقلوه هو و ( عبد الله ) الى المشفى و قد كان ( داريوش ) قالب ثلج لا حياة فيه. حتى ان الطبيب اول ما القى عليه نظر قال: ... مات. و قد نجى ( عبد الله ) من الموت بفضل الله ثم ( داريوش ). عندما افاق ( عبد الله ) و علم بما حدث لصديقه، أصيب بحاله نفسيه و بدأ يلوم نفسه بأنه سبب موت صديقه .. فنقل الى الطبيب النفساني الذي روى قصتهما حين سمعها من ( عبد الله ) .. و عالجه بطريقته .. تحسنت حال ( عبد الله ) .. لكنه لا يستطيع نسيان صديقه الحميم.
النهاية
--
شفتوا الصداقة ما في مثلها