لكل منّا ماض وذكريات مختلفة ومنوعة،
وكثير منها ما يؤلم وما يبعث إلى نفسك ذكرى تلك الجراح لتدميها في ذلك
الوقت، وعندما نذكر تلك اللحظات تدمع أعيننا أو تقشعر أبداننا لتلك
الذكريات الحزينة، التي لم تخلف وراءها سوى آلام وأحزان نتمنى أن نتخلص
منها وأن تمحى من الذاكرة لترحل إلى الأبد دون حتى أن نتذكرها أو أن تترك
أي أثر على حياتنا بحاضرها أو مستقبلها، فكيف نتخلص من هذه الآلام؟
أن ماضي الإنسان هو تاريخه وخبراته التي لا يمكن أن ننكرها مهما كانت مريرة
أو أليمة، ولأن ذكريات الماضي ما هي إلا دروس واقعية تفيدنا في مستقبلنا،
فعلينا أن نتعلم منها دون أن نقف عندها لنبكي عليها أو أن نكون سجناء
وعبيداً لتلك الآلام والأحزان، ولأن النسيان أمر نسبي، يختلف من شخص لآخر
ويختلف أيضاً من موقف لآخر، فعلينا الاجتهاد لنكتسب القوة والقدرة لمتابعة
حياتنا دون أن نجعل تلك الذكريات بحلوها أو مرها هي نقطة النهاية التي نقف
عندها عاجزين عن الاستمرار والمتابعة، ولذلك فإنها تقدم نصائح وإرشادات
تخلصك من ماضيك بشكل عملي، أو بمعنى أدق تخلصك من أسر ذكرياتك وسيطرتها
عليك:
افتح في حياتك صفحات جديدة للأمل
إن الخطوة الأولى والأهم في التخلص من الآلام والأحزان هي رميها خلف
ظهورنا، وعدم البكاء عليها والتوقف عندها لفترة طويلة، بل على العكس من
ذلك، علينا دائماً أن نتذكر أن هناك أملاً وحياة تستحق أن نعيشها، وأن الغد
لا بد وأن يكون أفضل وأكثر فرحاً وسعادة، فالأمل هو مفتاح البقاء، ولولا
الأمل لما استطاع الإنسان الاستمرار في ظل كل ما يمر به من ظروف ومواقف،
وتذكري دائماً أن بسمة الأمل هي العصا السحرية التي تمحو آلام الماضي
ومرارتها، وأنه وحده فقط القادر على محو الآلام والأحزان الماضية.
تحدث عن ألمك
هذه الخطوة هي إحدى خطوات التخلص من الحزن والألم، ولا بد لك من البحث عمن
نتشكي له همومنا، ونفضفض إليه بجراحنا وهمومنا، حتى نتخلص من كبتها بداخلنا
ونتحرر من سيطرتها علينا، وعندها نستطيع الاستمرار، لا تفكر بأن حزنك هو
ملك لك وحدك، ولا يهم أحداً غيرك، فمشاركة الآخرين لك أحزانك وآلامك هي
خطوة إيجابية في طريق التخلص من همومك وذكرياتك.
انظر إلى مستقبلك
علينا أن نتذكر دائماً أن الذكريات ما هي إلا مجرد ذكريات، وإلا لما أطلقنا
عليها اسم «ذكريات» وهذا وحده كفيل بأن يجعلك تقف من جديد، وأن تنظر إلى
الأمام بعين ملؤها المستقبل والأمل، لأن ما فات قد مات، وهذه حقيقة لا يمكن
تجاهلها أبداً، وحاول دائماً تجاهل ما يؤلمك ونسيانه أو على الأقل المرور
عليه مرور الكرام، دون ترك الحبل للذكريات والأحزان بالسيطرة عليك، وأغلق
هذا الباب الذي لن يعود عليك إلا بمرارة وغصة تتجدد كلما فكرت بالماضي
تعلم محو أحزانك
عليك أن تتقي هذا الفن، وحاول دائماً تجاهل ما يؤلمك وما يكدر صفو حياتك
بمرارته وحزنه، فمحاولة محو الحزن والذكريات المريرة ما هي إلا خطوة
عملــية في التخلص من الحزن والتغلب على تلك الذكريات، أما المحاولة دائماً
في استرجاع ما فات فما هو إلا الرغبة في البقاء سجناء لتلك الذكريات
والآلام الماضية.
لا يوجد من هو خال من الهموم
هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها مهما شعرت بأنك تعيش حزناً لا يوصف، أو أنك
صادفت أصعب الأمور وأكثرها ألماً، ولكن تذكر دائماً، كما أن ألمك يفطر
قلبك، فإن هذا أيضاً شعور الآخرين، فكل يرى ألمه أشد وأصــعب، ولكن في
الحقيقة، هي أن الحياة لا تخلو من الآلام، ولكـل حزنه وذكرياته المريرة،
فالحــياة بطبـيعتها عـبارة عن ضحكات ودموع، وهذا هو حال الجميع ولست وحدك
من تعيشين ذلك، كما أنه لا بد وأن يكون هناك آخرون يعــيشون ظروفاً أقسى
وأشد حزناً وهماً من ظروفك، فمن رأى هموم الناس، خفت عنه همومه، وعندها
اشكري الله، واقبلي واقعك وحياتك التي لا بد أن تكون أفضل من حياة آخرين،
ولكن لا تبحثي عمن هم أكثر حظاً منك وتقارني حياتك بحيواتهم، وتعلم دائماً
البحث عمن هم أقل حظاً منك وأكثر هماً وحزناً لتحققي ذلك.
تذكر أن عثرات الماضي هي نقاط قوة للمستقبل
إن كل تجاربنا وما نمر به في حياتنا ما هو إلا دلائل وإشارات لطريق
المستقبل الذي يجب أن نحرص دائماً على أن يكون أفضل، وأن نتعلم من أخطائنا
وأحزاننا كيف هو طعم ومذاق السعادة، وألا نجعل الأحزان والهموم تشدنا إلى
الهاوية والقاع، وإلا فالنتيجة لن تكون إلا تراجعاً، يليه تراجع لا ينتهي
أبداً، فنقف عاجــزين عن التقدم والاستمرار إلى الأمام مهما حاولنا
وانتظرنا ذلك.
تعلم العمل لمستقبلك القادم
مهما مرت بك ظروف قاسية وآلام مريرة فهذا لا يعني التوقف عند تلك الأحزان
والآلام، بل عليك العمل لغد أفضل، ومستقبل مشرق تحاولين فيه جاهدة التعلم
والاستفادة من أخطاء وعثرات الماضي لتجعل أيامك أكثر سعادة ومليئة
بالنجاحات والانتصارات التي تحققها بنفسك ولنفسك، لتغير بها موازين حياتك
لصالحك أنت.
استرجعي فقط الذكريات الجميلة
كلما شعرت بأنك تميل لأحزانك وذكرياتك الأليمة، حاول استرجاع أيام وذكريات
جميلة عشتها أيضاً، فللحياة أيضاً جانب مشرق في كل وقت، ورغم كل الآلام
والظروف القاسية، فإن تذكر تلك الأوقات السعيدة له دور في التخلص من الشعور
بالحزن على ما فات وما مضى، ومهما كانت لحظات السعادة بسيطة وقليلة، فإن
الوقوف عليها له دور قوي وفعال في تحسين مزاجك وحالتك النفسية، جرب ذلك،
فكلما تذكرت ذكريات السنوات الماضية وحزناً مررت به آنذاك، حاول استرجاع
اللحظات السعيدة أيضاً في ذلك الوقت، لتجعلها هي الحاضرة في ذاكرتك وعقلك.