ذ ذلك اليوم المشؤوم في ذلك الشارع اللعين وحتى الان لا زال الجرح ينزف وبشدة ، فهو لم يندمل بعد، رغم تلك الايام التي مرت !! ورغم الشعور المتعاطف الذي لف بعض العائلات الكثلى التي فقدت فلذات اكبادها في لمح البصر! فلا زال ذلك الحادث البشع والمحزن الذي وقع في شارع جبع لحافلة تقل اطفال من قرية عناتا والذي اصبح يعرف بحادث جبع، جاثما ثفيلا على قلوبنا جميعا! هذا الحادث رغم انه اختفى عن وسائل الاعلام المحلية وخاصة الصحف اليومية الا انه لا زالت ابعاده تتفاعل وزبشدة ولكن على نار هادئة ! ولا زالت جزئياته تحرك وبقوة وبعيدا عن وسائل الاعلام التي اثبت مرة اخرى انها تعانى من ضعف كبير في الاداء ، هذا الحادث اثبت ان هناك هوة واسعة لا يمكن ردمها في المستقبل القريب بين وسائل الاعلام وبين المجتمع المحلي وبين السلطة التنفيذية فكل هذه الجهات تسير في فكلها بعيدا عن الفلك الاخر،بدون أي تنسيق او تعاون مما نجم عنه هذا الفشل الكلي لجميع الجهات التي لها علاقة بحادث جبع، وهذا يعتبر كارثة بكل ما في الكلمة من معنى ! انه حان الذي يقوم فيه الاعلام المحلي بمسالة نفسه وبصدق تام ، ان يسال نفسه هل قام بما يجب ان يقوم به اعلام محلي يخدم اولا واخير المواطن وهو صوته وصورته وضميره!!
ما علينا !
المهم ، ان هذا الحادث لا زال به الكثير من الفجوات التي لم تغلق رغم محاولة بعض الجهات الرسمية لملمه الموضوع والقاء المسوؤلية على الجهة الاخرى ( كالعادة) ان هذا الحادث ولد الكثير من الغضب من قبل عائلات الجرحى والشهداء الاطفال والمعلمات، هؤلاء المعلمات اللواتي اصيبن قسم منهن بجراح بالغة الخطورة ، بل ان احدى المعلمات دفعت حياتها ثمنا لمحاولة انقاذ الاطفال، فلقد راي المارة كيف ان هذه المعلمة القت بنفسها وسط لهيب النار من اجل انقاذ طفل هنا وطفلة هناك، ولكن النار كانت اقوى منها والتهمتها ، قصة هذه المعلمة الشهيدة البطلة لم تعيرها وسائل الاعلام اية اهمية، ولم يذكر مصير المعلمات الاخريات اللواتي اصيبن بجراح وكسور واضرار كما ان السائق الذي لا زال في حالة حرجة في المستشفى!!
كما احدث هذا الحادث شرخا عميقا بين الاعلام الباحث عن الاثارة بعيدا عن اخلاقيات المهنة التي تدعو الى احترام خصوصية الانسان، وبالتالى عدم نشر صور لاطفال اجسادها الطرية متفحمة، لم يفكر المحرر او المسوؤل بتلك الاخلاقيات التي تعطى في كليات الاعلام الكثيرة عندها ، مما اوصل المواطن مرة اخرى الى قناعة قديمة جديدة ان الاعلام في واد وهو في واد!
فكيف يمكن ان نفسر قيام بعض وسائل الاعلام باختلاق قصة انسانية غاية في التاثير عن اطفال شهداء ، بدون ان يكون لهذه القصة واقع، والمصيبة الاكبر ان جميع وسائل الاعلام الاخرى نقلت القصة حرفيا، وبدون ان تحاول التاكد منها خاصة واننا نتحدث عن حادث وقع في مكان يمكن الوصول اليه بسهولة وعن قرية يمكن لاي صحفي حقيقي وليس موظف صحفي ان يقوم بزيارتها للتاكد من هذه القصة !! ولكن الاتكال والكسل هو ما يفسر هذه الكارثة المهنية التي لا تغتفر!
وكيف يمكن ان نفسر قول والد طفل اصيبت زوجته بحالة انهيار عصبي وهم يبحثون عن مكان طفلهم بين المستشفيات في رام الله والقدس ليفاجئوا في اليوم الثاني ان احدى الصحف اعتبرته شهيدا اخرى ، مما كاد ان يؤدى بحياة الوالد والوالدة خاصة وانهم اكتشفوا لاحقا ان ابنهم مصاب اصابة ليست بالغة ، ولكنه ليس متوفى، كما ادعت الصحيفة المحترم !! ان هذه ليست غطلة مهنية بل هي فضيحة اخلاقية بكل ما في الكلمة من معنى وفشل مهنى من الدرجة الاولى ! ان الاعلام المحلية لم يحاول ان يسال الاسئلة الصعبة ولم يحقق في الحادث بصورة استقصائية ليكشف التقصير على جميع الجهات ، فهو يفضل ان يلف حول الحدث ، خشية ان تنفجر في وجهه مفاجات غير متوقعه!!
كيف يمكن تفسير ان بعض المواقع الاخبارية سارعت الى نشر صور الحافلة وهي تحترم ويشاهد الناس الاطفال وهم يحترقون ببث حي! هل هذا اعلام ام انه اثارة من اجل الاثارة، واكاد اجزم انه لو وضع المحرر المسوؤل نفسه مكان والد احد هؤلاء الاطفال، لما نشر الصور البشعة!! ان هذا عيب في اخلاقيات المهنة!
ان استخدام التقنيات الحديث في الاعلام لنقل الصور في الوقت الحقيقي والبث على الهواء مباشرة، او ما اصبح يعرف جزافا اعلامي المجتمعي يجب ان يكون وفق معايير اخلاقية وان لا يكون الهدف منها التسابق على من يكون الاول ،بغض النظر عن الحقيقية وعن المعايير المهنية، لان السوق صغير والتنافس الحقيقي بين وسائل الاعلام وخاصة المواعق الالمتورنية والااذعت المحلية يجب ان يكون على ثقة المواطن من خلال احترامه وليس من خلال تعريته واهانته ..! كما ان الصحف اليومية يجب عليها ان تكمل القصة وليس متكرره لما يقيل وما نشر..!!
ان حادث جبع المؤسف عرى الجميع، وفي هذه العجالة ركزنا على الاعلام فقط ولكن هذا لا يعفى الجهات الاخرى واولها الوزارات المختلفة من المسوؤلية ، فكيف يعقل ان يقوم وزير مسوؤل باستقاء معلوماته عن الحادث من احدى الاذاعات المحلية وليس عبر المسوؤلين في وزارته ..!!
وللحديث بقية
ملاحظة الجزيرة الاخبارية انها تخطىء
انا بفلسطين
والاطفال عرمهم من 2 الى5 سنين
ليس عمر 10سنين